في أول الأمر كان وقع الأمر عادياً عليه, كأن أفكاره مشتتة وقضايا أخرى تستحوذ على اهتمامه, فلم يعر الأمر أهمية.
مضى يوم ثمّ آخر و.. تنبه أخيراً إلى أن الضجيج في المنزل قد خف كثيراً وحركات طفلته أصبحت محدودة وبدون صخب أو انفعال..
أمسك بيدها محاولاً مداعبتها : تعالي يا صغيرتي نلعب بالغميضة.
ابتسمت له ولم تقوى على قول أي كلمة.
ارتعدت فرائصه وأحسّ بأن مكروهاً ألمً بصغيرته , احتضنها وقبلها وقال مبتسماً: هاتي ألعابك كي نلعب معاً.
ومشت الصغيرة بخطوات متثاقلة, لحق بها وهو يراقبها, كانت تمشي بتثاقل شديد وانحنت تجمع ألعابها المبعثرة في زوايا الغرفة , وقعت مغشياً عليها فالتقطها على الفور وحاول إيقاظها بكل الوسائل , فلم يفلح واستدعى الإسعاف, ولكنه تأخر كعادته.
في المشفى توسل للطبيب بمرارة: أرجوك يا دكتور اعد لي صغيرتي...؟ أرجوك أفعل شيئا
قال الدكتور: إننا نفعل ما بوسعنا والباقي على الله ,
مد يده إلى جيبه وأخرج دفتر شيكاته قائلاً:
اطلب... اطلب يا دكتور أي مبلغ تريد وسأحرر لك شيكاً به،ولكن كان قد فات الآوان0
وبعد مضي خمسة سنوات دخلت زوجته إلى غرفة الصغيرة , كان زوجها مكوّراً على سريرها